رمضان ابو إسماعيل يكتب: انعدام عدالة التوزيع النيابي

لو صحت التوقعات وجاءت نتائج الانتخابات البرلمانية، كما هو مخطط له، ستكون بني سويف نموذجا صارخا لغياب عدالة التوزيع النيابي، فإنه علي مستوي توزيع مقاعد العمل النيابي (شيوخ – نواب) بين دوائر المحافظة الأربعة، وتأتي توزيعة المقاعد بين الدوائر، كما هو موضح بالجدول المرفق.

المفارقة الأولي:

تتصدر الدائرة الثانية ( ناصر والواسطي) دوائر المحافظة، من حيث متوسط حصة الدائرة (نائب لكل 100 ألف ناخب) بقيمة 1.393 نائب لكل 100 ألف ناخب، وتأتي الدائرة الأولي (مركز وبندر بني سويف ومدينة بني سويف الجديدة) في المرتبة الثانية بمتوسط 1.036 نائب لكل 100 ألف ناخب، وتحتل الدائرة الرابعة (ببا سمسطا الفشن) المرتبة الثالثة بنصيب 0.955 نائب لكل 100 ألف ناخب، أما الدائرة الثالثة (اهناسيا) تتذيل القائمة بنصيب 0.39 نائب لكل 100 ألف ناخب.

المفارقة الثانية:

المفارقة الغريبة عند التحليل وجود فوارق كبيرة في اعداد النواب (شيوخ – نواب) بين الدائرة الأولي (مركز وبندر بني سويف – مدينة بني سويف الجديدة) والدائرة الثانية (ناصر – الواسطي) أنه في الوقت الذي تتقارب فيه اعداد الناخبين في الدائرتين، حيث أن عدد ناخبي الدائرة الأولي 518 ألف ناخب مقارنة بنحو 574 ألف صوت بفارق 46 ألف صوت.

غير أن هذا الفرق البسيط في الأصوات يتجلي واضحا في عدد ممثلي الدائرتين في البرلمان بغرفتيه، فالدائرة الأولي يمثلها نائب وحيد بمجلس الشيوخ و4 نواب في مجلس النواب (2 قائمة – 2 فردي) في حين يمثل الدائرة الثانية في البرلمان عدد 8 نواب بواقع 3 نواب بمجلس الشيوخ و5 نواب في مجلس النواب (2 قائمة – 3 فردي).

المفارقة الثالثة:

يتضح جليا أنه علي الرغم من وجود تباين واضح في اعداد الناخبين في الدائرة الرابعة (ببا – سمسطا – الفشن) وعدد ناخبيها نحو 764 ألف ناخب والدائرة الثانية (ناصر – الواسطي) وعدد ناخبيها 574 ألف ناخب،

لا يوجد أدني تباين في عدد النواب الممثلين للدائرتين، فكلا الدائرتين يمثلها في البرلمان بغرفتيه 8 نواب، فالدائرة الثانية يمثلها في البرلمان 3 أعضاء بمجلس الشيوخ و5 نواب بمجلس النواب (2 قائمة – 3 فردي)، ويمثل الدائرة الرابعة 2 نواب في مجلس الشيوخ و6 نواب في مجلس النواب (3 قائمة – 3 فردي).

المفارقة الرابعة:

يكشف هذا التحليل للظلم الفادح الذي تتعرض له دائرة مركز اهناسيا التي يمثلها في البرلمان بغرفتيه نائب واحد، ما يجعلها أقل الدوائر من حيث متوسط نائب  لكل 100 ألف ناخب. ما يجعل أبناء مركز وبندر اهناسيا  يشعرون بالغبن  الشديد ويشكك في مصداقية العملية الانتخابية عند بعضهم بل ربما يدفع الكثير منهم للتصويت العقابي في الانتخابات البرلمانية سواء للقائمة الوحيدة المرشحة في الانتخابات أو مرشح أحزاب التحالف الوطني من أحل مصر المتمثل في مرشح حزب الجبهة الوطنية.

المفارقة الخامسة:

يضاف إلي غياب عدالة توزيع مقاعد البرلمان بين دوائر بني سويف الأربعة، أنه هناك تركز واضح للمقاعد النيابية في مناطق بعينها في الدوائر الانتخابية، ففي الشمال تجد تركز واضح للنواب في جنوب الدائرة المتمثل في مركز ناصر، الذي يوجد به عضو مجلس شيوخ (د. هشام مجدي) و2 من أعضاء مجلس نواب قائمة (د. محمد سيد جنيدي – د. مني عبد الله) يضاف إلي ذلك اثنين من مرشحي التحالف الوطني علي مقاعد الفردي (عبد الحكيم مسعود – محمد فاروق)، بإجمالي متوقع 5 نواب في البرلمان بغرفتيه مقارنة بثلاث نواب من مركز الواسطي، وذلك في الوقت الذي يبلغ فيه عدد ناخبي مركز ناصر 248615 ناخبا مقارنة بنحو 325223 ناخبا في مركز الواسطي.

وتتجلي هذه المفارقة أيضا في الدائرة الرابعة (ببا – سمسطا – الفشن)، حيث ينتظر أن يستحوذ مركز الفشن علي نصيب الأسد من نواب الدائرة يمثلها الآن في مجلس الشيوخ محمد علي عبد الفضيل، وتم ترشيح اثنين قائمة مجلس النواب (نهي الأزهري – أيه الفيومي) ويضاف لهم النائب طه الناظر مرشح حزب مستقبل وطن، ليصبح عدد نواب الفشن 4 نواب في البرلمان.

فيما يقتصر تمثيل ببا، بحسب المتوقع، علي عدد 2 نواب في مجلس النواب حال فوز المرشحين النائب هشام سليم  والنائب د. عبد الله مبروك، فيما يمثل مركز سمسطا في البرلمان اثنين، الأول النائب أحمد ابو هشيمة والثاني النائب حسام العمدة.

المفارقة السادسة:

تستحوذ قرية بمركز بني سويف بالدائرة الأولي (قرية بليفيا) علي 3 مقاعد متوقعة مقعد قائمة (أحمد شكري)، و2 مقعد فردي (يوسف شعبان الجميل – محمد رجب)، وأنه في حال فوز مرشحي التحالف الوطني علي مقاعد الفردي تصبح قرية بليفيا ممثلة بثلاث نواب في مجلس النواب، لتتكرر تجربة قرية اهوه بذات الدائرة التي سبق ومثلها في برلمان 2015 ثلاث نواب اثنين منهم اشقاء، وهم: مجدي بيومي (قائمة) ود. عبد الرحمن برعي والمهندس عاطف برعي (فردي).